فطنة طباخ
**********
يُحْكى أَنَّ قاضِياً مَشْهوراً بِنَزاهَتِهِ وإِنْصافِهِ وَكَرَمِهِ،
لَجَأَتْ إِلَيْهِ قَبيلَتانِ مُتَنازِعَتانِ لِحَلِّ خِلافٍ بَيْنَهُما.
وَبَعْدَ أَنِ انْفَضَّ مَجْلِسُ الْحُكْمِ، دَعا الْقاضي وُجَهاءَ الْقَبيلَتَيْنِ إِلى بَيْتِهِ لِيُكْرِمَهُمْ.
أَقامَ الْقاضي وَليمَةً كَبيرَةً لِضُيوفِهِ.
وَبَيْنَما كانَ أَحَدُ الطَّبَّاخينَ يَحْمِلُ الْحَساءَ وَالأَرُزَّ، تَعَثَّرَ فَانْسَكَبَ بَعْضُهُ عَلى ثِيابِ الْقاضِي دونَ قَصْدٍ مِنْهُ.
غَضِبَ الْقاضِي ، فبادَرَهُ الطَّبَّاخُ بِسَكْبِ باقي الْحَساءِ عَلى ثِيابِهِ مُتَعَمِّداً.
اسْتاءَ الضُّيوفُ وَخَرَجَ الطَّبَّاخُ مُرْتَبِكاً خائِفاً.
غَادَرَ الضُّيوفُ الْمَجْلِسَ، فَأَرْسَلَ الْقاضي في طَلَبِ الطَّبَّاخِ ، وَصاحَ بِهِ:
وَيْحَكَ، ماذا فَعَلْتَ؟ رَدَّ الطَّبَّاخُ:
ياسَيِّدي، تَعَثَّرْتُ فَانْسَكَبَ الْحَساءُ عَلى ثِيابِكَ دونَ قَصْدٍ مِنِّي,
وَرَأَيْتُ مَلامِحَ الْغَضَبِ عَلى وَجْهِكَ، فَسَكَبْتُ باقي الْحَساءِ,
حَتَّى لا يُشَكِّكَ الضُّيوفُ في حُكْمِكَ, إِنْ تَسَرَّعْتَ وَحَكَمْتَ عَلَيَّ.
أُعْجِبَ الْقاضي بِذَكاءِ الطَّبَّاخِ وَفِطْنَتِهِ،
وَشَكَرَهُ عَلى حُبِّهِ وَإِخْلاصِهِ لَهُ،
وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطاءَ، وَعَيَّنَهُ رَئيساً لِلطَّبَّاخينَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:
حَقَّاً عَلَيْنا أَلَّا نَتَسَرَّعَ في إِصْدارِ الأَحْكامِ، فَما أَجْمَلَ الْحِلْمَ حِينَ الْغَضَبِ
**********
يُحْكى أَنَّ قاضِياً مَشْهوراً بِنَزاهَتِهِ وإِنْصافِهِ وَكَرَمِهِ،
لَجَأَتْ إِلَيْهِ قَبيلَتانِ مُتَنازِعَتانِ لِحَلِّ خِلافٍ بَيْنَهُما.
وَبَعْدَ أَنِ انْفَضَّ مَجْلِسُ الْحُكْمِ، دَعا الْقاضي وُجَهاءَ الْقَبيلَتَيْنِ إِلى بَيْتِهِ لِيُكْرِمَهُمْ.
أَقامَ الْقاضي وَليمَةً كَبيرَةً لِضُيوفِهِ.
وَبَيْنَما كانَ أَحَدُ الطَّبَّاخينَ يَحْمِلُ الْحَساءَ وَالأَرُزَّ، تَعَثَّرَ فَانْسَكَبَ بَعْضُهُ عَلى ثِيابِ الْقاضِي دونَ قَصْدٍ مِنْهُ.
غَضِبَ الْقاضِي ، فبادَرَهُ الطَّبَّاخُ بِسَكْبِ باقي الْحَساءِ عَلى ثِيابِهِ مُتَعَمِّداً.
اسْتاءَ الضُّيوفُ وَخَرَجَ الطَّبَّاخُ مُرْتَبِكاً خائِفاً.
غَادَرَ الضُّيوفُ الْمَجْلِسَ، فَأَرْسَلَ الْقاضي في طَلَبِ الطَّبَّاخِ ، وَصاحَ بِهِ:
وَيْحَكَ، ماذا فَعَلْتَ؟ رَدَّ الطَّبَّاخُ:
ياسَيِّدي، تَعَثَّرْتُ فَانْسَكَبَ الْحَساءُ عَلى ثِيابِكَ دونَ قَصْدٍ مِنِّي,
وَرَأَيْتُ مَلامِحَ الْغَضَبِ عَلى وَجْهِكَ، فَسَكَبْتُ باقي الْحَساءِ,
حَتَّى لا يُشَكِّكَ الضُّيوفُ في حُكْمِكَ, إِنْ تَسَرَّعْتَ وَحَكَمْتَ عَلَيَّ.
أُعْجِبَ الْقاضي بِذَكاءِ الطَّبَّاخِ وَفِطْنَتِهِ،
وَشَكَرَهُ عَلى حُبِّهِ وَإِخْلاصِهِ لَهُ،
وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطاءَ، وَعَيَّنَهُ رَئيساً لِلطَّبَّاخينَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:
حَقَّاً عَلَيْنا أَلَّا نَتَسَرَّعَ في إِصْدارِ الأَحْكامِ، فَما أَجْمَلَ الْحِلْمَ حِينَ الْغَضَبِ